الحلي الفضية العمانية

تختزل صناعة الحلي الفضية العمانية تاريخا زاخرا لا يتميز بثراء صياغاته التقليدية وحسب وإنما بتفرد ذائقة صناعه الشعبية والفنية. ويجد الدارس لتاريخ هذه الحلي والمصنف لها أنها تعبر – ضمن ما تعبر – عن إشارات مرجعية اجتماعية ودينية غنية بشفراتها. ولا يمكننا الحديث عن الزى الشعبي العماني – للنساء والرجال على حد سواء – دونما الإشارة إلى دور الفضة كمقوم أساسي لهذا الزى. كما يتبدى في الخنجر العماني لدى الرجال وفي الحلي الفضية لدى النساء. وقد أتاح موقع عمان منذ القدم أن تكون








ملتقى حضارات عبرتها أو استوطنتها سواء تلك التي ازدهرت شرقا عبر تجارة طريق الحرير الذي وصلها بالصين، أو تلك التي ازدهرت غربا مبحرة مع رياح الكسكازي الموسمية من عمان وحتى موزامبيقي على الساحل الأفريقي الشرقي مرورا بزنجبار ولأهو ومماسا وغيرها. وساعد هذا الزخم الحضاري في تجديد المخيلة الفنية لصائغي الفضة على مر العصور، ورغم ما قد يتبدى من تشابه في الوهلة الأولى بين مفردات هذه الحي، إلا أن باحثنا يعيد تصنيفها بشكل يشي بالثراء والتنوع، بل ويوحي بأن هناك أنماطا أخرى لم تفصح عنها الموجودات بعد، خاصة وأنه يتناول فئتين وحسب من تلك الحلي، وهما التعاويذ (الطلاسم)، والأحجبة (الإحراز)، وقد نشرهما في استطلاعين منفصلين نترجمهما عبر هذه السطور. 

يمثل ارتداء النسوة العمانيات للحلي الفضية تعبيرا كاشفا لرموز اجتماعية متباينة، إذ تدل هذه الحلي على الثروة، إلى جانب الدور التقليدي كنموذج للزينة، إضافة إلى الانطباع الذي تتركه تلك الحلي معبرة عن مكانة من ترتدي.
وتشكل الحلي جزءا من مهر المرأة، ولها أن تحفظها أو تتصرف بها كيفما شاءت، وتحظي المرأة العمانية لاحقا بهدايا أخرى من المصوغات في المناسبات الخاصة، كأن تنجب مولودا ذكرا على سبيل المثال.
وفي حقب مضت، كانت صيانة الحلي العمانية تتم بشكل أساسي باستخدام الفضة الخالصة، مع








قليل من الذهب، وهو اختيار كانت له أسبابه الدينية أو الاقتصادية.
إلا أننا يمكن أن نضيف سببا آخر لارتداء الحلي، وهو الاعتقاد بأنها بطريقة أو بأخرى سوف تحمي من ترتدي، بل وستجلب لها الحظ السعيد والفأل الحسن. ويعرف هذا النوع من الحلي بالطلسم (التعويذة)، وهو شكل تسوغه قوى سحرية، ويرتدى خصيصا ليحمي صاحبته (أو صاحبه) من قوى الشر، أو في أغلب الأحيان لجلب الفأل الطيب له.
كما يمكننا أن نعد الحرز أحد أشكال الحلي النسائية الأكثر شيوعا في عمان، ويعرف في السلطنة بحافظ القرآن، ويأتي بشكل مستطيل، أو ربما على هيئة أسطوانة، ويصاخ من الفضة ليرتدى مع خيط أو سلسلة تطوق العنق.
وتضاف رقائق معدنية صغيرة وعملات دقيقة إلى أنواع أخرى مدن الحرز. كما يوجد طراز آخر أصغر حجما يصاحب القلادات البدوية الكبيرة يسمى بالحنون. ويرتدي الأطفال حرزا يتميز بالبساطة الخالصة، له شريط من الجلد أو القماش.
والحرز الذي ندرسه في هذا الاستطلاع قوامه الفضة, رغم اشتمال بعض أنواعه على زخارف ذهبية تشبه أوراق الشجر و تشكل مجموعة من أنواع عديدة تزخر بها السلطنة.
ومع التشعب الهائل لأنواع الحرز، محاولات لاستكشاف طرق تصنيفية

                   





يمكنها أن تجمع بين مجموعة بعينها، كأن توجد قيمة زخرفيه مشتركة أو موتيفة متكررة وتكتنف هذه المحاولات صعوبات جمة، حيث تندر المادة المرجعية لأنماط الحرز العماني، إلا أن جهدي الشخصي يقدم هنا بعض التصنيفات. والحرز، كما يفترض الاسم، يحتوي على آيات قرآنية كريمة، وبما أنه مغلق بشكل عام، فلن تجد طريقة تنبئك لدى شرائه عما إذا كانت داخله تلك الآيات القرآنية، أم لا. إذن غالبا ما يكون الحرز خاويا لدى فتحه، ولم تحتو الإحراز المغلقة التي فتحتها إلا على حواش فماشية أو خشبية، أو بضع قصاصات من ورق الصحف، أو ربما – كما حدث ذات مرة – ورقة الإرشادات الطبية المأخوذة من إحدى زجاجات الدواء، وهذا الحشو – في اعتقادي – إنما يوضع لحماية معدن الفضة الرقيق من التغضن.
وترتدي الفضة لذاتها، لأنها حسب المعتقد السائد، تحمي من عين الحاسد.
وقد صنعت الإحراز القديمة في السلطنة بشكل يدوي، وتوضح النماذج الممتازة منها مستويات رائعة من الحرفية والمهارة. ويميل التصميم العام لكل فئة إلى التماثل، بغض النظر عن اختلاف صائغي الفضة لاختلاف مناطقهم.
وتأتي التباينات بين منطقة وأخرى غير واضحة إلا أن الإحراز التي يمكن الاعتداد بها، وبتميزها وتفردها عن مثيلاتها، هي تلك التي تعود بأصولها إلى الشرقية وصلالة، في حين تشيع الأنماط الأخرى في معظم المناطق دونما تفرقة.
وفيما مضى كان الحصول على الفضة يتم بصهر ريالات ماريا تريزا، وهي تلك القطع النقدية المتميزة بارتفاع جودة فضتها ( 84 بالمائة من الفضة الخالصة، ويزن كل ريال 28 جراما).

ولم يكتشف صائغو الفضة القيمة النادرة لتلك الحلي العمانية التقليدية العتيقة إلا حديثا، إذ أنهم كانوا قد دأبوا على إعادة تصنيعها بصهرها لصياغة حلي جديدة، مما جعل وجود النماذج القديمة جدا أمرا نادرا،    





                        

في حين استخدمت العملات القديمة الصغيرة مرة أخرى، بإضافتها إلى القلائد التي يرتديها الأطفال.
ويمكن تقسيم الحرز إلى قسمين، يشتمل أولهما على السلاسل التي تشد قاعدته المسماة بيد فاطمة،
والأجراس والمشدات. وقسم ثان من الإحراز يأتي بدون سلاسل، وإذ يميز هذا الفصل بين النمطين، كما توضحه الصور، إلا أن ذلك لا يعد تصنيفا بحد ذاته، إذ أن قاعدة الحرز تشتمل على أكثر من 20 أسلوبا مختلفا بشكل كلي.
وتتراوح السلاسل المستخدمة من مجرد رابطة بسيطة إلى سلسلة أكثر زخرفة ذات صفوف ثلاثة، تلتحق بها مفردات غاية في التعقيد ترتبط بكل حرز.
ويكون الحبل المستخدم عادة من القطن، يغزل عند طرفيه، ويحاك خلال شرائط الفضة. ولتمكين الحبل أو الشريط أو السلسلة من أحكام الربط يوجد شريط أوسط أو انشوطتان جانبيتان، أو – كما في حلي الشرقية – صف من الانشوطات (العقد)، يتم شدها على قمة الحرز. وتختلف أشكال الشرائط ويبدأ تنوعها من الاسطواني إلى تلك المدببة ذات الرؤوس الحادة. وتضاف لها السدادات والأسنان والعظام ومخالب الحيوانات وقطع العاج أو الشرائط

العاجية وحبات المرجان لضرورة طلسمية أو زخرفيه.









خنجر عماني

التعديلات المعلقة معروضة في هذه الصفحةغير م
يعتبر الخنجر العماني من الموروثات الجميلة ذات النقوش والتصاميم الرائعة التي برع فيها العمانيون، وهو الشعار الذي يميز الرجل العماني، حيث أن مشهد العماني بزيه التقليدي هو أول ما يلفت النظر لزائر عمان، فالخنجر العربي لا تجده إلا في جنوب السعودية واليمن وعُمان، وللخنجر في حياة العماني مكانة خاصة، فهو رمز للانتماء والرجولة والشهامة والتقاليد الأصيلة، ولا يكتمل الزى العماني التقليدي إلا بالخنجر المشدود إلى وسط الرجل بحزام من نوع خاص مزخرف بالفضة.

صناعة الخناجر العمانية

وصناعة الخناجر في عمان واحدة من أبرز الصناعات الشعبية التي يتناقلها الناس أبا عن جد. ويشترك في صناعتها الرجال والنساء. وصناعة الخناجر في عمان هي إحدى الصناعات الفلكلورية التي يعود تاريخها إلى بضعة آلاف من السنين. استمرت وتطورت وحافظت على مكانتها إلى يومنا هذا.

أشكال الخناجر

متشابهة دائما وتتميز بسكينها المنحنية ودرجة التواء الغمد، يختلف تقوس الخنجر في عمان عن الخناجر التي تلبس في مناطق أخرى من شبه الجزيرة العربية حيث يوجد لغمد الخنجر العماني انحناءة من ناحية الزاوية اليمنى، تكثر صناعة الخناجر في عمان وتختلف الأغماد المصنوعة من ناحية المواد المستخدمة فيها، أما عن أكثر الأغماد ندرة فهي تلك المصنوعة من الذهب أو المحلاة بالخيوط الذهبية أو بمزيج من الذهب والفضة معا، أما عن بعض الأغماد في الخناجر فهي تصنع من الجلد العادي والمزين ببعض النقوش.

تصاميم الخناجر

تختلف تصاميم الفضة المنقوشة من مكان إلى آخر، وتعتبر أفضل المقابض في الخناجر هي تلك التي صنعت من العظم والفضة. كما أن الغمد الجيد يحتوي على سبع حلقات فضية، اثنان منها لمسك الحزام وخمس حلقات للإمساك بالخيوط الفضية التي تحاك حول الغمد لتزيينه وتجميله. ويعتبر المقبض العلوي لأكثر الخناجر مسطح الشكل، أما الخنجر السعيدي وهو الخنجر الخاص بأفراد العائلة المالكة فقط، فتختلف صناعته بعض الشيء، فتوجد به قمة مزخرفة، وفي صناعة الخناجر يتم تثبيت الخنجر على حزام عادي من نسيج متين يصنع محليا ويزين أحيانا بخيوط من الفضة ترتكز أحيانا على أحزمة من الجلد مغطاة بأسلاك فضية مشغولة بمهارة وإتقان، وهي ذات مشابك فضية جميلة، وتوضع سكين ذات مقبض مزين بالخيوط الفضية في جراب جلدي بسيط،

أنواع الخناجر

توجد في عمان أربعة أنواع من الخناجر وهي الخنجر ((السعيدي)) والخنجر ((الشمالي)) والخنجر ((الساحلي)) والخنجر ((الصوري)). والاختلاف يأتي من حجم وشكل الخنجر ونوع المعدن الذي يصنع منه أو يطلى به، ويختلف سعر الخنجر تبعا لنوعه.

استخدام الخنجر

تلبس الخناجر العمانية في المناسبات الرسمية كالأعياد والاحتفالات والأعراس والعزائم وغيرها من المناسبات. كما تستخدم في أية مناسبة يحضرها مسئولون حكوميون طير.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة